أرشيف

عدن: اسرة حادثة الخط البحري معاناة تتعمق بعد اصرار مقولة بعدم تسليم الجناة

 هزت حادثة الخط البحري مشاعر كل انسان سمع بها ولم يطلع على تفاصيلها المؤلمة والتي راح ضحيتها اكرم احمد عيس الدبعي واخية محمد واصابة عبد النور الدبعي واخية حمدي واصابة عبد الله علي الدبعي.
والتي كانت صباح يوم الجمعة في الخامس من رمضان الكريم
لقد كانت محافظة عدن بذلك اليوم حزينة للغاية لاسيما وهي لم تشهد حادثة بنفسي هذه الاجرام الكبير.

وتتكبد آسرة الضحايا المعاناة يوما بعد يوم نتيجة اصرار المنطقة الجنوبية بعدم تسليم محترفي القتل الشنيع للعدالة الذين طاوعتهم قلوبهم بصنع مجزرة انسانية في رمضان ضحيتها شبان من اسرة واحده.
لقد قطفت رصاصة الموت حياة الشابين اكرم ومحمد اولاد العم المكلوم احمد عيس الذي ما يزال ممسكا على قلبة حتى اللحظة. اولاد العم احمد عيسى كانوا يسكنون مع عائلتهم في العاصمة صنعاء وقبل رمضان بأسبوع قرر الاخ الاكبر اكرم أخذ شقيقه محمد معه الى عدن لغرض الرحلة لكونه اكمل دراسته في تعليم اللغة الانجليزية في المعهد الامريكي بصنعاء بعد ان نال شهادة الثانوية العامة واخبر اكرم والده بانه ينوي الالتحاق العام القادم بقسم الفيزياء في الجامعة لكونه يطمح ان يكون (عالم فيزيائي ) وسيقوم بالتسجيل بعد عودته من عدن.

لم يمضي الشاب اكرم عشرة ايام من تلك الاوقات التي حلم ان يتنزه فيها في عدن وقبل بضعة دقائق من رحلته الى البحر برفقة شقيقه واقاربه –  بحسب رواية الاب لصحيفة (الامناء ) الاسبوعية  كان على موعد مع الموت الذي ترصد له فجر الجمعة قبل الماضية في الطريق البحري على ايادي افراد معسكر اللواء ( 31 مدرع ) التابع للمنطقة الجنوبية من على متن عربة حاملة للجنود وطقم عسكري قاموا بإمطار السيارة التي يستقلونها.

يقول الاب المكلوم على فلذة كبده الشهيدين بانه تلقى من احد اقاربه اتصالا بعد الحادثة بساعتين وهو في صنعاء وكعادته رد على المكالمة يعتقد بانه خبرا يسره او عاديا كما جرت العادة , لكن تحول الاتصال الى فاجعة كبرى لن تبارح ذاكرته مهما بلغ الشيب فيه , لاسيما وهو اسوأ خبر تلقاه في حياته وعلى الرغم من هول الموقف وقف مذهولا يفكر كيف يوصل الخبر الى والدتهم لا جل نقلها الى عدن والالم يعتصره من الداخل.ويضيف والد القتيلين قائلا: بعد ان اخبرت والدتهم بان اولادها مصابين تحركنا من صنعاء الى عدن ونحن على مدخل مدينة عدن صارحنا الام بما حدث لاولادها فأغمى عليها على الفور وكانت تتساءل وهي فاقدة الوعي (لماذا لم يمت واحد من اولادي ويبقى لي واحد ) فطلبت زيارتهم لتصدق ماحدث لهم ومنذ ان رأتهم وهي تعيش بصحة سيئة ومنعت ابنها الذي كان برفقتها في صنعاء ويتوسط اخوانه الشهداء في العمر من الخروج الى الشارع لخوفها من أن تفقده ان خرج للشارع ، ومازالت الام في حالة بين الاغماء والصحوة حسب رواية الاب.

ومن المؤكد ان السلطة لا تدرك بان العقيد احمد عيس الدبعي والد الشهداء وطني ومخلص لوطنه بعكس مهدي مقولة الذي يدعي الوطنية وهي بريئة منه.
لقد عمل العقيد الدبعي  بإخلاص مع السلطة في صنعاء وتم تكريمه من قبل مهدي مقولة في عدن بقتل ابناءه الاثنين .
اعتقد لو استمع الرجل مقولة بتمعن كيف صنع جنوده  بارواح ادميين لقام بتسليم نفسة بدلا عن القتلة الذي مايزال متحفظ بهم ويقود مناورات الصلح التي لو وضع نفسة مكان الحاج احمد عيس سيقلب البلاد راسا عن عقب.
  وقال سائق سيارة الضحايا الشاب عبدالله علي الدبعي الذي قال : ((  كنا في الخط البحري متجهين الى البحر وتحديدا امام شبك المطار كانت امامي مركبة حاملة الجنود وعندما تجاوزتها تفاجأت برؤية طقم عسكري كان يتقدم المركبة والذي بدأ بإطلاق النار صوب سيارتنا فاضطررنا الى التوقف مباشرة الا اننا تفاجأنا بإمطارنا بالرصاص من قبل الجنود الذين على المركبة ما أدى إلى وفاة محمد واكرم واصابة كل من في السيارة كما اصبت انا في منطقة الظهر اضافة الى طلقات نارية اخترقت الاطار الامامي وتانكي الماء وعطب البريك.
ويضيف السائق عبدالله : وبعدها مباشرة نزل الجنود ووضعوني على الارض واسلحتهم مصوبة نحوي ورأوا القتلى والمصابين ينزفون دما ولم يقوموا بإسعافنا واخذوا اوراق السيارة ورخصة القيادة التي باسمي وتركوني مرميا على الارض.. ثم قال لي أحد الجنود ” قوم اسعف اصحابك ” ومن ثم ذهبوا.
واضاف : اضطريت ان اتحرك بالسيارة وهي ” مبنشرة ” وبلا ماء في التانكي وبداخلها القتلى والمصابين الى مستشفى البريهي  وقد كانت السيارة ستحترق لو لا لطف الله لكونها بدون ماء وبعد ان اوصلتهم قام الاطباء بتقديم العناية لنا وبدورهم تواصلوا مع اقاربنا ومن ثم نقلونا الى مستشفى النقيب حيث مازلنا نتلقى العلاج هناك.
في الاخير لم يسعني الا ان ادعوا ابناء هذا الوطن الى التكتل مع بعضهم البعض لان هذه الحادثة جاءت بعد التواطئ مع السطه في حادثة قتل الشاب البطل الشهيد احمد الدرويش الذي قتلوه جنود (قيران) بطريقة بشعة ,فهاهو اليوم مقولة يعيد نفس السيناريو ولكن بأداة قتل وتصرف ابشع.

زر الذهاب إلى الأعلى